الثلاثاء، 5 يوليو 2011

النفس البشريه

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد 


النفس البشرية في القرآن الكريم 
ذكرت كلمة النفس في القرآن 47 مرة في 43 آية ................



لقد بذل العلماء جهودا جبارة في دراسة النفس البشرية وألفوا فيها العلوم وكتبوا المجلدات وعقدوا الندوات ودرسوا علاقتها بالعقل والقلب والجسد ومن ثم علاقتها بالأهواء والنزوع نحو الشر أو الخير وجميع ذلك نجده فى القرآن الكريم 

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8)قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9)وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10)

فالله وضع فيها الخيار والاختيار فهى ملهمة أن تعرف التقوى وتعرف الفجور فمن زكىّ النفس وارتقى بها يفلح ومن جعلها تتبع الهوى والشهوات تخيب ويخيب معها صاحبها فهي تؤدي بك إلى طريقين لا ثالث لهما إما الجنة وإما النار 
لقد وردت صراحة ثلاث آيات تبين مستويات وأنواع النفس من حيث الإيمان ، فهناك النفس المطمئنة و النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة

النفس المطمئنة

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

النفس المطمئنة هي أرقى درجات الرفعة التي يمكن أن تصل إليها النفس البشرية ، ولعل الوصول إلى هذه الدرجة يحتاج منا الكثير من العمل لكي نصل لهذه المكانة المرموقة ، ولكي ترتقي إلى هذه الدرجة عليك أن تكون أولا صادقا مع نفسك وواضحا أمام ذاتك وليس أن تخدعها أو تتهرب منها ، ومن ثم عليك أن تكون صادقا مع الله مخلصا له عملك ولا يجب أن تدع بينك وبين الله حواجز من المعاصي والآثام لكي يرضى الله عنك ويرزقك حلاوة الإيمان وطمأنينة القلب ، وأيضا أن تكون صادقا مع الآخرين من حولك فأنت لست وحدك ومحبة الناس لك دليل على محبة الله وتوفيقه .

الله سبحانه وتعالى وصف هذه النفس بالمطمئنة لأن كل الناس حيارى في هذه الدنيا إلا هذه النفس ، فمن عرف الله لا يحتار أبدا ولا يكون للريبة مكان في قلبه 


وأسأل الله أن يكون قارئ هذه الكلمات من أصحاب النفس المطمئنة والتي بشرها الله بالجنة 


النفس الأمارة بالسوء

وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌِ

من خلال هذه الآية نرى للنفس هنا مكانا للشر و الفتنة وتقترن بالهوى والشيطان وبفعل السوء ، والنفس الأمارة بالسوء تأمر صاحبها بفعل الخطايا و الآثام وارتكاب الرذائل وهى التى توسوس لصاحبها بشتى الو سائل مستعملة معه التحسين و التيسير وكل المغريات التى توقعه بلا شك فى الإثم و الخطأ ولا تتركه الا وهو مغموس في الوحل من رأسه حتي مخمص قدميه وبالتالى تقوده إلى الجحيم وبئس المصير 

وأسأل الله أن نكون بعيدين كل البعد عن هذه النفس وأن يجنبنا الخطايا ما ظهر منها وما بطن 

النفس اللوامة

لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ 

تعتبر النفس اللوامة درجة وسطى بين النفس المطمئنة و النفس الأمارة بالسوء ، والرقى من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس اللوامة يحتاج إلى الاعتراف بالذنب و غسل الذنب بالدموع والعودة إلى الله والتوبة النصوحة فى جادة الصواب وهي تعمل كرقيب على الإنسان حتى لا يقع فى المعاصي وتلوم صاحبها وتشعره بالذنب عندما يخرج عن دائرة الصواب إلى دائرة الانحراف ، أي هي بمثابة الناهي عن الخطأ و المرشد إلى الصواب ، قال الحسن البصري: هي نفس المؤمن، إن المؤمن ما تراه إلا يلوم نفسه: ماذا أردتُ بكلامي؟ وماذا أردتُ بعملي؟ وإن الكافر يمضي ولا يحاسب نفسه ولا يعاتبها 

نسأل الله أن يرزقنا نفسا ترشدنا إلى الصواب وتعاتبنا إن أخطأنا 

ان تزكية النفس تكون بامتتال اوامر الله سبحانه وتعالى والابتعاد عن نواهيه واتباع سنة النبى صلى الله عليه وسلم لاانه هو السبيل الوحيد للنجاة الى بر الامان



ان معظم ذنوب هي من هوى النفس البشرية : ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) (كل نفس بما كسبت رهينة ). 

أغلب الذنوب تكون نتيجة هوى النفس لا وسوسة الشيطان ومن الجهل أن يظن المرء دائماً أنه عندما يقع في ذنب 
أو معصية أن هذا ناتج عن الشيطان ووسوسته .. و الفرق بين هوى النفس ووسوسة الشيطان .. أن الشيطان يوسوس للإنسان بأي طريق في صلاته وعبادته وصيامه ويحاول أن يوقع الإنسان في الذنب بغض النظر عن الذنب لأنه يريد أن يعصي الإنسان ربه وحسب أما هوى النفس فهو ما ترغب به النفس البشرية وهي مدركة أنه حراماً وعليه عقاب .. وقد يكون ذنباً واحداً متكرراً .. 
اللهم اجعلنا جميعنا ممن تعينهم على مقاومة هوى النفس .. والبعد عن الزلل ..

النفس المطمئنة

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

النفس المطمئنة هي أرقى درجات الرفعة التي يمكن أن تصل إليها النفس البشرية ، ولعل الوصول إلى هذه الدرجة يحتاج منا الكثير من العمل لكي نصل لهذه المكانة المرموقة ، ولكي ترتقي إلى هذه الدرجة عليك أن تكون أولا صادقا مع نفسك وواضحا أمام ذاتك وليس أن تخدعها أو تتهرب منها ، ومن ثم عليك أن تكون صادقا مع الله مخلصا له عملك ولا يجب أن تدع بينك وبين الله حواجز من المعاصي والآثام لكي يرضى الله عنك ويرزقك حلاوة الإيمان وطمأنينة القلب ، وأيضا أن تكون صادقا مع الآخرين من حولك فأنت لست وحدك ومحبة الناس لك دليل على محبة الله وتوفيقه .

الله سبحانه وتعالى وصف هذه النفس بالمطمئنة لأن كل الناس حيارى في هذه الدنيا إلا هذه النفس ، فمن عرف الله لا يحتار أبدا ولا يكون للريبة مكان في قلبه 


وأسأل الله أن يكون قارئ هذه الكلمات من أصحاب النفس المطمئنة والتي بشرها الله بالجنة 



النفس الأمارة بالسوء

وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌِ

من خلال هذه الآية نرى للنفس هنا مكانا للشر و الفتنة وتقترن بالهوى والشيطان وبفعل السوء ، والنفس الأمارة بالسوء تأمر صاحبها بفعل الخطايا و الآثام وارتكاب الرذائل وهى التى توسوس لصاحبها بشتى الو سائل مستعملة معه التحسين و التيسير وكل المغريات التى توقعه بلا شك فى الإثم و الخطأ ولا تتركه الا وهو مغموس في الوحل من رأسه حتي مخمص قدميه وبالتالى تقوده إلى الجحيم وبئس المصير 

وأسأل الله أن نكون بعيدين كل البعد عن هذه النفس وأن يجنبنا الخطايا ما ظهر منها وما بطن 



الذنوب هى نتيجة هوى النفس لا وسوسة الشيطان. ومن الجهل أن يظن المرء دائماً أنه عندما يقع في ذنب أو معصية أن هذا ناتج عن الشيطان ووسوسته ولكن الحقيقة أن معظم الذنوب والمعاصي التي يقترفها الإنسان هي من عمل النفس البشرية وقد قال تعالى في القرآن الكريم أن كيد الشيطان ضعيف (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) سورة النساء آية 76،
والشيطان نفسه يتبرأ ممن اتّبعه يوم القيامة (وقال الشيطان لمّا قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم) سورة ابراهيم آية 22 .
فكيف نعرف الفرق بين هوى النفس ووسوسة الشيطان؟ 
الشيطان يجعل الإنسان يقع في الذنب والإنسان ناسياً للذنب وعقوبته. أما إذا علم الإنسان أن هذا الذنب حرام وعليه عقاب ثم يقع في الذنب يكون هذا من هوى النفس. والشيطان يوسوس للإنسان بأي طريق في صلاته وعبادته وصيامه ويحاول أن يوقع الإنسان في الذنب بغض النظر عن الذنب لأنه يريد لعنه الله أن يعصي الإنسان ربه وحسب، أما هوى النفس فهو ما ترغب به النفس البشرية وقد يكون ذنباً واحداً متكرراً. وعليه فالإنسان عليه أن ينتبه لنفسه اولاً قبل الشيطان كما قال البوصيري (وخالف النفس والشيطان معصية).

وعلاج الشيطان الإستعاذة (وإما ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم* إن الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون) سورة الأعراف آية 200 و201،
أما علاج النفس فلا ينفع معها استعاذة لكن الذي ينفع هو العزيمة. على الإنسان أن يعقد العزم على أن يخالف ما تدعوه إليه نفسه والنفس عادة تدعو إلى أمور لا خير من وراءها لأن النفس البشرية تقدّر الأمور بغير مقدارها، والنفس تطمع ولا تشبع أو تقنع كما ورد في الحديث: لو كان لابن آدم وادياً من ذهب لتمنى اثنان ولو كان له اثنان لتمنى ثلاث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب.
والإنسان العاقل هو الذي لا يستكين لأهواء نفسه لأن النفس تنفر عادة من التكاليف ولذا يجب أن يرغم الإنسان نفسه على ما تكره حتى يصل إلى ما يحب (حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات) فكل شهوة ترضي بها النفس هي طريق إلى النار وكل شهوة يقمع النفس عنها هي طريق إلى الجنّة.
ولنتذكر دائماً هذه المقولة: "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل" .

النفس البشريه تحمل في داخلها الكثير من المشاعر والتناقضات أحياناً.. فنحن عندما نقابل أشخاص جدد أما نشعر بالألفه معهم أو النفور.. ينظر الإسلام إلى نفس الإنسان على أنها مستودع قوى والمؤمن الذي يطيع ربه يكون ربانياً ، فالله هو الذي يقول للشيء كن فيكون ، وطاعة الله واجبة لقوله تعالى (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) ويعني هذا أن على الإنسان أتباع أوامر الله و اجتناب نواهيه حتى ينال رضا الله وييسر له أموره . 
لقد فسر القرآن الكريم أحوال النفس البشرية بما يتصل بها من الخواطر و الوساوس والهواجس والأحاسيس من فرح وحزن ووحشة وأنس وانقباض وانبساط وارتجاف وقلق واضطراب وغير ذلك مما سجله العلماء بعد طول معاناة ودراسة و تأمل . وفى القرآن معلومات كثيرة وشاملة عن النفس البشرية لأن مهمته الأولى هى التربية والتوجيه فهو كتاب يخاطب النفس ويوجهها لقوله تعالى(( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى )) ، ولقوله تعالى : (( الله أعلم بما فى أنفسهم )) .

ولقد وجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته رضوان الله عليهم الشيء نفسه في القرآن الكريم مما أعانهم على فهم أنفسهم والسيطرة عليها . والدليل على ذلك هو فهم الصحابة والرسول صلوات الله عليه أن الله لا يطلب من العبد الشكر على المعروف لقوله تعالى : ((إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكوراً )) . 

ولما كان من أصعب أنواع الجهاد جهاد النفس فهذا يدل على مدى أهمية النفس فى الإسلام ،و العاقل يعلم أن حياته الصحيحة هي التوبة والرجوع إلى الله سبحانه ومحبته واغتنام الفرص للعبادة وهذا من أهم أساليب العلاج النفسي وقد سئل النبي عن أفضل الناس فقال " كل مخموم القلب صدوق اللسان فقالوا له صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب . فقال هو التقى النقي لاإثم فيه ولا بغى ولا غل ولا حسد " .
ولقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " اغتنم خمساً قبل خمس ، حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وشبابك قبل هرمك و فراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك " وعلم النفس يهتم بمراحل النمو وهنا حدثنا الرسول الكريم عن اغتنام مرحلة الشباب قبل الهرم فيما يفيدنا ويفيد ديننا . 
قال تعالى : (( ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور ))

 إن في الهدى النبوي البلسم الشافي للقلوب الضامئة إلى الحق والنفوس الطالبة لليقين والعقول الراشدة أو الرشيدة التي تنمو فى الصدق و الإخلاص في العلم والعمل ، والنفس في الهدى النبوي إذا صلحت أنصلح أمر الجسم وإذا فسدت فسد أمر الجسم فعلاجها أولى وأهم من علاج البدن . فالمقصود من هذا أن كثيراً من الأمراض العضوية يكون سببها المباشر أو غير المباشر نفسي أى نتيجة اضطراب الحالة النفسية .
قام الرسول صلي الله عليه وسلم بتشخيص الأمراض البدنية التي ألمت ببعض أصحابه ووصف العلاجات المناسبة لها وربط صلوات الله عليه بين العلاج البدني والعلاج النفسي فنصح بعض أصحابه ممن يعانون منهم بألم في بطنه أو ألام فى رأسه بالصلاة أوالإستعاذه أو باستخدام الرقية أو بذكر بعض الآيات القرآنية كالمعوذتين و آية الكرسي وغير ذلك من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية الشريفة.
لقد فرق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين الأزمات النفسية التي يمكن أن تهاجم الإنسان وتعترض حياته فتصيبه بالهم والغم والكرب و الحزن والأرق والقلق وربما تنتهي به إلى الصراع النفسي ( الروحاني ) .


لو تمعنا لوجدنا في هذا القرآن أنواع النفس الإنسانية النفس المطمئنة و النفس اللوامة و النفس الأمارة بالسوء


لوجدنا صفات المؤمن الحق و صفات الكافر و صفات المنافق و ما تخفي الصدور


لوجدنا فيه صفات من تمسك بحبل الله المتين ... الذي لا يعرف معنى الهوان و لا الخضوع و لا الذل و لا اليأس و لا الضعف و لا الخذلان


المؤمن الناجح بكافة المقاييس و بكل المستويات


فقد كرّم الله الإنسان عندما خلقه و أمر الملائكة و الشياطين بالسجود له


كيف يكرم الله الإنسان فيذل الإنسان نفسه !!
يذلها حين يعصي الله فيشعر بصغر نفسه .. يقلل من شأنها أمام نفسه و أمام غيره ...


عالج قرآننا الكريم كل أمراض النفس بآيات محكمات محفوظات فلو عاد كل فرد منا إلى القرآن لشفي مما فيه


* فقال تعالى : (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) للقلوب الواجفة الخائفة التائهة


* و قال ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله .... ) دعوة منه لعدم اليأس فلا ييأس إلا الكافر القانط من رحمة ربه


* كما أنه حثنا على الصبر في آيات كثيرة جداً لنكون أشد و أقوى ...


* وحثنا على التوبة لنتخلص من تأنيب الضمير و الشعور بالذنب والنقص و ذكر لنا بأن الله يغفر الذنوب جميعاً ففتح لنا باباً لنعود أصفياء أنقياء نافعين من جديد


* أمرنا أيضاً بالمغفرة و السماحة حتى لا تسود قلوبنا و نتعلم الحقد و ننشغل بالانتقام .. فما هذه الأمور إلا دمار للنفس و سبب لهلاكها


* حثنا على الاستزادة بالعلم لحل مشاكلنا و تدبير أمورنا و اصلاح أخطائنا ...


* أمرنا بالقتال لنكون أقوياء أشداء وتكون العزة لنا فلا نذل ولا نرضخ فليست من طباع النفس البشرية الذل و الهوان و العجز و الضعف
قال تعالى "ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الابالحق"
قال تعالى "واذا الموءدة سئلت باى ذنب قتلت"
قال تعالى "ولا تقتلوا اولادكم خشيه املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا"

وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم فى خطبه الوداع "ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحمه يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا"

اكد الاسلام على حرمه النفس البشريه وحقها فى الحياة .فالحياة منحه الهيه اعطيت للانسان ليقوم برسالته على ظهر الارض قال تعالى"وما خلقت الجن والانس الاليعبدون"
من اجل ذلك حرم الله كل الوان الاعتداءعلى حق الحياة باى صورة واى وضع كان هذا الاعتداء

*فحرم قتل النفس "الانتحار"ومرتكب الجريمه عقابه فى الاخرة من نزع ذنبه وجريمته فى الدنيا فان قتل نفسه بالسم او حديدة فهو فى النار
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا,ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه فى يده يتحساة فى نار جهنم خالدا مخلدا فيهاابدا,ومن قتل نفسه بحديده فحديدته فى يدة يتوجا بها فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا"

*حرم قتل الاولاد خشيه الفقر "قال تعالى ولا تقتلوا اولادكم خشيه املاق نحن نرزقهم واياكم وان قتلهم خطئا كبيرا"
وواد البنات كما كانم فى الجاهليه و انكر عليهم الوحشيه الظالمه قال تعالى"واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء مابشر به ايمسكه على هون ام يدسه فى التراب الاساء ما يحكمون"

*حرم قتل الغير:حرم الاسلام قتل الغير بغير حق ,فالقتل من اكبر الكبائر واشدها على الافراد والجماعات تنشر الرعب والفزع والبغضاء وتقضى على الروابط الانسانيه بين الناس
قال تعالى"ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه اجهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يحل دم امرىء مسلم يشهد ان لااله الا الله وان رسول الله الا باحدى ثلاث الثيب الزانى والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعه"

*القصاص فى الشريعه:-لما كان القتل عدوان على النفس وافساد للمجتمع واهدار لحق الحياة شرع الله القصلص زجرا للناس وجزاء على الاعتداء على النفس
قال تعالى "ولكم فى القصاص حياة يااولى الالباب لعلكم تتقون"
وحين تحدث القرآن عن اول جريمه قتل على ظهر الارض فى قوله تعالى"واتل عليهم نبا ابنى ادم بالحق اذ قربا قرباناا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر قال لاقتلنك قال انما يتقبل الله من المتقين"
حين تحدث القرآن بهذا النبا كشف عن العدوان الكامن فى النفوس والجريمهالتى تثير الضمير الانسانى ومنها كانت الحاجه الملحه للقصاص يصون حق النفس وقال تعالى تعقيبا على نبا ابن ادم قال تعالى"من اجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فسادا فى الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا"
فكان قتل نفس واحدة يمثل قتل جميع الناس لانها نفس واحدة من نفوس البشر جميعا تشترك هى وغيرها فى حق الحياة وفى صيانتها صيانه لحق الحياة التى يشترك فيها الناس جميعا

*قال تعالى"ولكم فى القصاص حياة"قد بين الله تعالى وجه الحكمه ان فى القصاص حياة فى وجهين:

*ان فى القصاص دفعا لسبب الهلاك :فان القاتل بغير حق يصير حربا بلا هوادة على اولياء القتيل لاحساسه بانهم يلاحقونه لما ارتكبه من جرم فهو يخشى على نفسه ويسعى للتخلص منهم ليزيل شبح الخوف على حياته
وفى القصاص اطفاء لثورات القلوب المشتعله بالسخط والكراهيه والقضاء على حزازات النفوس التى يقودها الغضب الى الاخذ بالثارالتى تحرك الاحقاد وتكون سبب فى مزيد من اهدار الدماء وقتل الابرياء وترميل النساء ويتم الاطفال بلا ذنب او جرم

*ان فيه الحياة بطريقه الزجر فان الانسان الذى يقصد قتل انسان اخر اذا فكر فى عاقبه امرة وما يلحقه من جريمته فينزجر عن قتله فكان حياة لهما فان الانسان الذى يعلم ان حياته ثمن لجريمته او انه اذا قطع عضو الحق به مثل ما فعل فانه سيفكر مرات ومرات قبل الاقدام على مثل هذة الجريمه فتكون حياة لكل منهما وحياة للمجتمع فى جو من الود والتراحم بين افراده

لذلك شرع الله تعالى القصاص فكان فيه حياة بكل ما يتسع له من معانى حياة لمن تحدثه نفسه للجريمه وحياة لمن كان سيقع عليه القتل وحياة للاسر والعائلات وسد باب الثار والعدوان ,وان القصاص شفاء للنفوس من الحق والرغبه فى الانتقام

و غيرها الكثير الكثير 

وقانا الله من أمراض كثيرة جداً و أوجد لنا شفاءاً لمن يقع و يبحث عن علاج


ما من مرض إلا و له علاج و علاج هذه النفس هي القرآن ... هذه النفس التي خلقها الله لا يعلم سرها و مستودعها إلا الله تعالى


إن القارىء للقرآن و المتأثر به إنسان هادىء مطمئن راضي بقضاء الله متفوق و ناجح ... صبور و محب و معطي بلا حدود و خير ناصح .. مبتسم ومقبل على الحياة بكل ما فيها .. عالماً بأنها دنيا فانية و له الدار الباقية

أما الغير قارىء أو القارىء لكن غير متأثر فهو متشنج .. مكتئب .. حزين .. خائف .. ضعيف .. متردد .. يائس .. لا يقنع بكل ما لديه ويطلب المزيد دوماً وبعد كل تعبه لا يشعر بقمية لحياته ويجد نفسه وحيد لا أنيس و لا قريب

فكم الفرق كبير و واسع ؟؟؟

قد أكرمنا الله بالقرآن الكريم فجعله نور صدورنا و جلاء همومنا و أحزاننا و خير معين لنا على الدنيا و فواتنها

كما أنه لا تسمو النفس و لا ترتقي و لا تبلغ ذروتها إلا إذا طمحت للجنة ... طموح سماوي مرتفع عظيم خالد بعيد عن زحام الأرض و تلوث الأرض و فناء الأرض

بالفعل لن تصل النفس لذروتها في كافة النواحي إلا إذا عادت لخالقها و صانعها

و كلما تقربت أكثر ازدادات رفعة و مهابة و كلما ابتعدت ازدادت انحطاطاً و مرضاً

فيا من يعاني من أمراض و هموم و لا يجد لنفسه حلاً ... عودوا لله تعالى .. عودوا للقرآن الكريم و السنة المطهرة و أعيدوا لأنفسكم سموها و رقيها و طموحها و أهدافها العليا
أعاننا الله جميعاً على تلاوة القرآن الكريم و الاستفادة منه و أدام لنا وافر الصحة و السعادة و التوفيق و جمعنا في جنة الخلد حيث لا نصب و لا حزن و لا مرض


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته