وقائــــــــــع
السـد العالى
ولعلنا لم نبعد عن الناحية الاقتصادية إذا عقبنا عليها بالكلام عن السد العالى . هذاالسد الذى أصبح اليوم خطرا داهما يهدد بكارثة ما حقة ستأتى على مصر كلها إن لم يتداركنا الله برحمته " إن الله بالناسلرؤوف رحيم " .
لقد كان عبد الناصر كما سيأتى فى الأبواب التالية عبدا للمجد الأجوف فكلما توهم فى شىء مجدا له سارع الى تنفيذه ولو بنى هذا المجد التافه علىا لأشلاء الممزقة والأعراض المنتهكة والأموال المغتصبة والجماجم المبعثرة .
قرأ فى التاريخ أنمينا حول مجرى نهر النيل ولا يزال التاريخ يذكر له هذا العمل على أنه مأثرة فلماذا لا يغير جمال عبد الناصر فرعون آخر الزمان مجرى النيل هو الآخر وليس أحد باحسن من أحد .
فتش فى أدراج وزارة الأشغال فعثر على مشروع السد العالى وهو مشروع ثار حوله جدل وبحث بين المهندسين المصريين والعالميين فلما تبينت أخطاره صرف عنه النظر وأهمل شأنه ولكن المشروع فيه تحول مجرى النيل فلماذا لا يكون عبد الناصر هو المحول الثانىلمجرى نهر النيل إذا ذكر مينا ذكر الى جانبه عبد الناصر فى كتب التاريخ أليس ذاك فرعونا وهذا فرعونا ؟ فليتحد الفرعونان ذكرا وتاريخا ومصيرا .
آراء الخبراء ومصائر الذين تكلموا !!
ولن تقرأ فى هذا الموضوع كلمة من عندى ولكنك ستقرأ أقوال المهندسين والعلماء والنواب الذين تحدثوا عن هذا المشروع .
ومن الخير أن نذكر أن المرحوم المهندس العالمى عبد العزيز أحمد عندما عارض المشروع عزل عن وظيفته ونفى من مصر فألقى محاضرته القيمة عن هذا المشروع فى لندن وتلقفتها كل كليات العالم الهندسية وأودعتها مكتباتها . ولم تجرؤ جامعة ولا صحيفة فى مصر أن تشير حتى ولو من طرف خفى الى هذه المحاضرات .
وكذلك اعترض المهندس على فتحى عميد كلية الهندسة بجامعة القاهرة فكان جزاؤه السخيف أن أبعد عن المجال الهندسى بأسره وعين رئيسا لفرع من فروع باتا الشركة المتخصصة بصناعة الأحذية ولا يدرى أحد ما العلاقة بين علم الهندسة وبين علم صناعة الأحذية اللهم إلا إذا استطاع حب عبد الناصر للمجد الزائف أن يربط بينهما .
أول ما أدلك اليه فى هذا الباب أن ترجع الى مضبطة مجلس الشعب فى جلسة 26 نوفمبر سنة 1975 فستجد فيها كيف حمل نواب الشعب الذين هم من أعماق الريف على هذا السد العالى وهم لم يتحدثوا فى جلستهم هذه عن السد العالى من الناحية العلمية أو الفنية أو النظرية ولكنهم تحدثوا عن آثاره الواقعية الضارة التى لمسوها فى أرضهم الزراعية ولما يمض على تنفيذ السد العالى بضع سنوات ولسنا ندرى ماذا يكون الحال بعد عشر أو عشرين من السنوات ؟
إن كل ما استطاع أن يذكره المدافعون عن هذا السد أنه حمى مصر من فيضان سنة كذا . وكأنما الخسائر التى يتفاداها الوطن فى سنة من سنين الفيضانات تقوم عوضا كاملا عن التدمير الكلى الذى سيلحق بالزراعة فى مصر والأمر يومئذ لله .
نشرت صحيفة الأخبار يوم الإثنين 4 يوليو سنة 1977 مقالا بقلم المهندس على فتحى تحدث فيه عن مضار السد العالى التى لم تتخذ حتى الآن الاحتياطات الوقائية لتفاديها قبل تنفيذ مشروع السد العالى .
وكان مما أشار اليه أن السد سيحجب عن مجرى النيل الطمى الذى يعد خصبا طبيعيا للأرض الزراعية وإن انعدام هذاالطمى سيسبب نحرا فى شواطىء النيل وأحجار الكبارى والقناطر المقامة عليه مما يعرضها لأخطار الإنهيار .
ولكن ماذا يهم عبد الناصر أنتذهب الكبارى والقناطر والشواطىء ومصر بأسرها إذا كان هذا المشروع سيخلد اسمه فى التاريخ إنه الغرور الذى أخرج إبليس من الجنة يوم أن قال ( أنا خير منه )
عواقب لم يحسب حسابها
وفى يوم 25 يونيو سنة 1977 نشرت أخبار اليوم تحقيقا صحفيا جاء فيه : ( 20 سنة وبعدها تغرق القناطر فى النيل وأن النهر أكبر مشكلة تواجه المسئولين عن الرى فى مصر بعد بناء السد العالى )
إن أتفه العقول إذا أقدمت على أمر فكرت فى عواقبه قبل تنفيذه واتخذت كل الاحتياطات لتفادى ما قد يترتب عليه من آثار ولكن عقل عبد الناصر ليس من أتفه العقول لأنه كما وصفه أذنابه المأجورين ملهم فاق محمدا وعيسى عليهما الصلاة والسلام فى كل شىء .
وفى يوم السبت الموافق 20 أغسطس سنة 1978 نشرتأ خبار اليوم الخبر الآتى : ( كانت وزارة الرى قد تعاقدت مع هيئة الهيدروجيات السوفيتية على أعداد تقرير عن وسائل حماية نهر لنيل والقناطر المقامة علية من النحر ووصل التقرير واتضح من دراسته ضرورة أجتماع لجنة من المهندسين المصريين والروس لمناقشة بعض النواحى الفنية أرسلت الوزارة خطابا الى روسيا فلم ترد ثم أرسلت برقية استعجال فلم ترد ثم اتصل وزير الرى بالقنصل الروسى لسرعة الاتصال ولكن موسكو الى الآن لم ترد )
أما كان الأولى بجمال عبد الناصر أن يدرس هذه النواحى قبل البدء فى إقامة السد العالى المشئوم حتى تكون كل نتائجه قد اتخذت لها كافة الاحتياطات التى تقى البلاد من شرور مشروع كان يجب أن لا يقام إذ لا داعى له لولا المجد الأجوف الذى كان يملأ جوانب عبد الناصر تيها وخيلاء ولو ذهبت مصر كلها ولكن الله شاء أن يذهب عبد الناصر وأن تبقى مصر هذا من ناحية . ومن ناحية اخرى فهذه هى روسيا الشيوعية التى ألقى بنا عبد الناصر بين براثنها المتوثبة للقضاء على مصر المسلمة بل وأنكى من ذلك فإنه لكى يترك الشيوعية تسرى فى مصر فتح لها الباب على مصراعية لتسلل الى كافة أرجاء العالم الاسلامى وها نحن نرى اليوم بداية هذا الخطر الداهم الذى يهدد العالم الاسلامى الذى يقف سدا منيعا دون دكتاتوريته وبطشه وطغيانه . وحسابه على الله .
وفى أهرام الثلاثاء 4 أكتوبر سنة 1977 نشرت جريدة الأهرام حديثا مع المهندس على فتحى عن السد العالى . ولا أريد أن أشغلك بقراءة المقال اكتفاء بأن تعلم أن المهندس على فتحى كان عميدا لكلية الهندسة وهو من المهندسين الأفذاذ فلما اعترض على إنشاء السد العالى كان نصيبه أن نقل من عمادة كلية الهندسة الى قسم المشتريات بشركة باتا للأحذية . وكم كان مضحكا مبكيا أنتدخل على المهندس القدير فى عمله الجديد فترى منضدة عليها العديد من الأحذية المختلفة الأشكال والأحكام . فهل تستطيع أن تسأل نفسك ما العلاقة بين كلية ا لهندسة وبيع ألحذية وإن سمحت أن تسأل هذاالسؤال فهل تتوقع أن تسمع إجابة إلا أن مصر كان فيها حاكم يفعل ما يشاء مع من يشاء كيف يشاء فيضع المهندس الكفء بائعا للأحذية ويضع أى تافه من ذوى ثقته فى عمادة أية كلية يشاء . هذا هو جمال عبد الناصر حتى فى الأعمال الهندسية الضخمة التى تحتاج الى كفاءة ممتازة لأثرها فى مستقبل البلاد . ولكن من مصر ومن ما فى مصر إذا حالت دون رغبة طائشة للزعيم الموهوب عبد الناصر . لتذهب الدنيا كلها الى أ ى مكان يمكن أن تذهب اليه لأن رغبة الزعيم العظيم يجب أن تنفذ كائنة ما كانت النتائج .
مستقبل البحيرة كما يتوقعه الخبراء
نشرت جريدة الأهرام فى يوم السبت 21 أكتوبر سنة 1978 بحثا بالعنوان الآتى :
( مفاجأة فى انتظار علماء مصر وأمريكا عم بئر طرفاوى فى الصحراء الغربية )
(التلال المتحركة الموازية لبحر الرمال الأعظم وصلت الى حدود بحيرة السد العالى لتهددها بالردم بعد مائتى سنة ) .
وهذه بلوى أخرى من بلاوى السد العالى الذى صمم عبد النهاصر على إقامته رغم تحذيرات الفنيين لا لشىء إلا إرضاء لغروره الأجوف .
ها هى التلال المتحركة تقترب من بحيرة السد العالى تهددها بالردم وليس فى العلم حتى اليوم ما يمكن معه منع تحرك هذه التلال جنوب بحيرة ا لسد . قد يحدث من الأحداث الكونية ما يوقفها وقد يستطيع العلم فى المستقبل أن يوقفها ولكن شيئا من هذا لا يعرف له حدوث حتى اليوم . وهكذا شاء حب عبد الناصر لوطنه وشاءت له أهواء نفسه التى تذكيها فيه حاشيته أن يفعل ما يشاء ولو كان فى ذلك القضاء على مصر اليوم أو الغد أو بعد عشرات السنين . ما قيمة هذا عند عبد الناصر الزعيم الأوحد ما دام فى أقامة السد العالى ما يكتب اسمه فى صفحات التاريخ بالخير أو بالشر على السواء .
والله وحده يعلم أننا لا نحرص على تقصى هذه المصائب نكاية فى عبد الناصر ولكننا نسجل للتاريخ حتى يعتبر الحكام من بعده وحتى يفيق الشعب المصرى فلا يسمح لحاكم أيا كان شأنه أن يعبث بمقدراته فى استهانة واستهتار .
ترى أية كارثة تنتظر هذا البلد المسكين الذى ابتلى بحكم عبد الناصر فى غفلة الزمان ترى أى كارثة تنتظره إذا ما طمست الرمال هذه البحيرة التى تختزن فيها مياه النيل اليوم إرضاء لنزوة من نزوات الزعيم الفريد ؟؟
الأخبار الإثنين 2يناير سنة 1978 ـ قال النائب علوى حافظ من الضباط الأحرار فى مجلس الشعب عن السد العالى :
1 ـ لا بد من تقييم السد العالى
2ـ هل هو مشروع لرخاء مصر أم لا ؟؟
3 ـ تكلف بناء السد العالى 367 مليون دولار
4 ـ دخلت مصر حرب 1956 من أجل السد العالى .
5 ـ فتحت مصر أبوابها لتسلل الشيوعى فى بناء السد .
6ـ تنازلت مصر عن بعض الآثار القديمة التى لا تقدر بثمن مثل معبد جادور وجانجو وهى معابد خالدة .
7 ـ ولكن ماذا جاء عن السد العالى ؟؟ أين أكسير حياة الأرض ... الطمى ؟ انكمش .
8 ـ الاسكندرية مهددة بالانكماش والانفصال عن مصر .
9ـ جدران النيل بدأت تتآكل .
10ـ كل الخزانات والقناطر الموجودة على النيل معرضة للخطر .
هذا ضابط من الضباط الأحرار وهو فى نفس الوقت عضو فى مجلس الشعب .
فهو إذا ليس بالغريب عن عبد الناصر . وكل ما ذكره حقائق يلمسها الفلاحون بأنفسهم ولم يستطيع أحد من المسئولين أو الفنيين أن يكذب شيئا منها .
إن كل ما يقوله المدافعون المغرضون عن هذا السد أنه وقى مصر من غوائل الفيضان سنة كذا وسنة كذا . وحتى لو صح هذا الذى يقولون . فقد فاض النيل قبل ا لسد العالى فماذا كانت النتيجة ؟؟ خسائر طفيفة الى جانب الأهوال المريعة والخسائر الفادحة التى سببها وسيسيبها هذا السد الأنكد . نسأل الله أن يهىء لمصر من يكون له من الحزم والحسم ما يقضى به على هذا السد المشئوم قبل أن تحل بنا أخطاره المحققة الماحقة .
السد العالى وحرب 56
لقد جرنا هذا السد الى حرب 1956 وخسائرها هذه الحرب التى صورها عبد الناصر انتصارا يحتفل به كل عام وصح المثل القائل ( يافرعون ... ماذا فرعنك ؟ قال لم أجد أحدا يعارضنى ) لقد خنع الشعب كله تحت وطأة التعذيب الناصرى المتوحش اللهم إلا الإخوان المسلمين الذين أنكروا عليه جبروته فنكل بهم تنكيلا لم يعرفه التاريخ على طول امتداده .
لقد كان هذا السد سببا فى فقد الكثير من آثارنا القديمة التى يأتى الناس من أطراف الأرض لمشاهدتها وما فيها من فن وابداع وإعجاز .
لقد فقدنا الطمى أجزل المواد خصوبة للأرض وتعرضت شواطىء النهر وشواطىء البحر الأبيض للتآكل وما سيجره هذا التآكل من أخطار كفيلة بالقضاء على كنانة الله فى أرضه . اللهم إلا أن يتداركنا الله برحمته .
وهكذا أصبحت الجسور والقناطر المقامة على النيل عرضه للإنهيار وما يسببه الانهيار من خسائر فى الاموال والارواح .
لم يبق شر من الشرور لم يجلبه علينا هذا السد البغيض الذى لم يقم لمصلحة مصر ولكن ارضاء لغرور أجوف ملأ جوانب حاكم لم يؤت من العلم والرحمة والوفاء للوطن والتقدير للعقيدة لا قليلا ولا كثيرا .
ومرة أخرى تنشر أهرام الاثنين 4 يوليو سنة 1978 . مقالا بقلم المهندس على فتحى عن مضار السد العالى التى لم تتخذ احتياطات لتفاديها قبل إقامته .
وقد كان من الممكن أن تتخذ كل الاحتياطات اللازمة لتفادى أخطار السد قبل إقامته ولكن الزعيم الملهم النابه وكان على عجل فى إقامته ليستمتع بافتتاحه وخلود اسمه فى التاريخ باعتباره حول مجرى النيل الذى حوله الفرعون مينا من قبل .
أجل لقد سجل هذا السد اسم عبد الناصر فى التاريخ ولكن على غير ما كان يشتهى الزعيم الأوحد . وتقدرون فتضحك الأقدار .
الملف السرى للسد العالى
نشرت الأخبار يوم الاثنين 2 يناير سنة 1978 .
( قال النائب علوى حافظ فى مجلس الشعب ) :
( والآن بعد مبادرة السلام وبعد أن عرفت مصر الأعداء والأصدقاء فإن الشعب يريد إجابة حقيقية عن السد العالى . إن المشروع بدأ التفكير فيه سنة 1952 . ورفضته جميع الأحزاب وفى نوفمبر سنة 1954 وضع علماء السدود نظرة جديدة لسد مصر ومعى الملف السرى لهذا الاجتماع [ لماذا لا تظهره ياسى علوى حافظ ] ووضع الخبراء الألمان نظرة للسد ولكن دخل السوفيت مع صفقة الأسلحة التشيكوسلافية وبدأوا يغيرون فى المشروع ودخل السوفيت فى المشروع وسحب البنك الدولى تمويله وبدأ السوفيت العمل فى تنفيذ السد العالى فى سنة 1958 وتم تشكيل لجنة مصرية للسد العالى وفيها أفراد موجودون فى الحكم وهناك ملفات سرية سأقدمها للمجلس [ متى يا سى علوى ؟ ]
وهذا نائب فى مجلس الشعب بل ولعله من الضباط الأحرار فلا يمكن القول بأنه يتجنى على حكم عبد الناصر وأكثر من هذا فقد أرسله عبد الناصر مندوبا شخصيا عنه الى أمريكا لمهمة سياسية فهو أبعد ما يكون عن الاتهام بأنه يسىء الى حكم عبد الناصر أو أنه من أعدائه هذا النائب يقرر وقائع خطيرة ويعيبه أنه أخفى مستندات ووثائق خطيرة تحدث عن تقديمها ولكنه لم يقدمها هذا النائب يقول أنه فى سنة 1954 وضع علماء السدود نظرة جديدة لسد مصر وأن الملف السرى لهذا ا لاجتماع وضع فيه الخبراء الألمان نظرة للسد وكان جديرا بالسيد النائب أن يقدم صورة من هذا الملف السرى حتى يثبت صحة اتهاماته ولكنه لأمر لم نتبينه لم يقدمه وهكذا هم كلهم . ثم يقول أن ا لشيوعيين تدخلوا فى المشروع وغيروا وبدلوا فيه ومن المسلم به قطعا أن الشيوعيين لم يغيروا لمصلحة مصر وأن هناك ملفات سرية سيقدمها للمجلس ولسنا ندرى مرة أخرى هل قدمها أم لا ؟؟ لأن أمر السد انتهى عند هذه الأقوال .
الأسباب الحقيقية وراء السد
هل تبينت أيها القارىء لماذا أنفق عبد الناصر هذه المئات من ملايين الجنيهات لاقامة هذا السد ؟؟ ولماذا أمتنع البنك الدولى عن تمويله؟؟ ولماذا تدخلت الشيوعية فيه وأقامته رغم الأخطار المريعة التى ظهرت بوادرها منذ إنشائه هذه ألأخطار الماحقة التى لا نستطيع تقدير مدى أضرارها على هذا الوطن المسكين فى المستقبل القريب والبعيد . إن الخبراء العالميين والمصريين رفضوا إنشاء هذا السد وأظهروا أخطاره على البلاد وهم لا يمكن اتهامهم بأن رفضتهم بعثته الأهواء المغرضة ولكن الخبراء السوفت الحريصين على تدمير كل بلد إسلامى انتهزوا فرصة غرور عبد الناصر وزينوا الأمر له فأقدم تحت وطأة حرصه على الزعامة الزائفة ولن يهمه بعد ذلك ما يكون ما دام الناريخ سيكتب أن عبد الناصر حول مجرى النيل كما حوله الفرعون مينا منذ آلاف السنين .
وفى جريدة الأخبار 9 يناير 1978 نشر حديث لوزير المواصلات فى التلفزيون قال فيه ا لوزير متحدثا عن السد العالى :
( إن النقل النهرى تعثر نتيجة قلة سرعة التيار وانعدام الطمى فتكونت جزر فى المجرى وسنعمل على التطهير ) .
حتى هذه الأضرار المتوقعة لم يدرسها الخبراء الشيوعيون أو لقد درسوها فتبينوها ورغم ذلك مضوا فى تأسيس الشر الذى سيلحق بمصر رغبة فى تدميرها حتى هذه الأضرار التى يتوقعها أقل المهندسين علما لم يؤبه لها ومضى عبد الناصر فى أقامة السد العالى . لقد تعثر النقل البحرى لقلة سرعة ا لتيار وهذا أمر طبيعى فالنهر قبل السد كان تياره أسرع منه بعده . ولعله لا يفوتنا أن هذا له من الاضرار الاقتصادية ما كان يجب أن يحسب حسابه قبل إنشاء السد . ولكن أنى لعبد الناصر أن يمتنع عن شىء مهما كان ضرره محققا إذا كان هذا الشىء يقف مانعا دون تحقيق رغبة من رغباته الهوجاء ونزواته الخرقاء لم تتأثر سرعة التيار فقط ولكن قامت جزر فى النهر . وهذه الجزر من معوقات الملاحة وقد تسبب أخطارا كثيرة للسفن الشراعية وغيرها فى النهر ولئن كان وزير المواصلات قد تحدث عن تطهير النهر فهذه سيئة أخرى من سيئات السد العالى لأنها ستكلف الخزانة الأموال الطائلة لأن هذا التطهير لن ينتهى بل لا بد أن يباشر عاما بعد عام حتى لا تعود هذه الجزر للتكون مرة أخرى . ياله من زعيم موهوب فى كل شىء إلا فى الخير والعمل الصالح ؟ !!
&&&&&&&&&
وقالت جريدة الأهرام فى يوم الثلاثاء 23 فبراير سنة 1978 ما يأتى :
( كشفت لجنة الثقافة والسياحة والاعلام بمجلس الشعب فى زيارتها الميدانية للأقصر عن وجود إهمال وتسيب وقصور فى المحافظة على ا لآثار بالأقصر وتبين للجنة أن ارتفاع المياه الجوفية سببه أن الآثار الجانبية للسد العالى تهدد الآثار ) .
تحدث المؤرخون عن المظالم والضحايا التى ذهبت فى حفر قناة السويس وبناء الأهرام وكان من حسن الظن أن هذه المظالم والضحايا لم تذهب عبثا فقد عادت القناة على مصر بالخير والبركات كما أصبح الأهرام مصدر دخل وفير من أموال السائحين الذين يحضرون لمشاهدة الأهرام فى مصر .
ولكنه كان من سوء الحظ ونكد الطالع أن المظالم والضحايا التى أزهقت أرواحها فى إقامة السد العالى عادت على مصر بأخطار تكاد تؤدى بخصب هذا البلد المترع بالخير بعد إقامته .
وهكذا أراد الله أن يترك حكم عبد الناصر بصماته المدمرة على كل شىء فى مصر مما ينذر بالشر المستطير الذى نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا شره برحمة من رحماته الواسعة . وإنه لدليل من أدلة الطغيان التى حلت بهذا البلد نتيجة حكم عبد الناصر لها .
السد العالى يحتاج لصمام أمن
وكتبت جريدة الأهرام يوم الثلاثاء 28 فبراير سنة 1978 ما يلى خاصا بالسد العالى :
( مشروع مفيض توسكى صمام الأمن للسد العالى ولوقاية مجرى النيل . نظرا لأن تسرب مياه البحيرة [ بحيرة ناصر ] قد وصل خلال العام الماضى الى 137000 تقريبا فإنه كان ضروريا البدء فى تنفيذ مشروع كامل لاستيعاب مياه الفيضانات العالية منعا من ارتفاع المياه فى البحيرة وحت لا نضطر الى إطلاق تصرفات عالية خلف السد العالى .... وينتج من مثل هذا الاجراء زيادة معدلات النهر فى مجرى النيل وتهايل جوانبه وتهديد المنشىت القائمة عليه بين القاهرة وأسوان ) .
ألهذا الخراب الداهم بنى السد العالى ؟؟ أين كانت هذه التوقعات عند البناء أكان حكم عبد الناصر يجهلها ؟؟ وتلك مصيبة سوداء أن يقام مثل هذا السد الضخم ولا تتخذ كل الاحتياطات التى تقى البلاد من أخطاره . أم كانت كل هذه النتائج متوقعه ورغم ذلك ركب عبد الناصر رأسه ومضى فى البناء لأن مجده الشخصى أهم وأكبر عنده من الوطن والمواطنين ؟؟ وهذه أدهى وأمر من التى قبلها ـ إنه تاريخ يسجل بمداد من قطران لذلكالعهد ولا شأن لى فى اختراعه ولكنه الشر ينبىء بالشر عن نفسه وعن نتائجه ولا يبلغ الناس من الظالم ما يبلغ الظالم من نفسه .
وكتبت جريدة الأخبار فى يوم الإثنين 27 مارس تحت عنوان (تراث الانسان ) بقلم محمد صفاء عامر رئيس النيابة لمحكمة النقض : ( تغيير البيئة فى المنطقة كأثر من آثار السد العالى وخطره على الآثار القديمة ) .
وهذا رجل من رجال القضاء لا يرى فى السد العالى ضررا ما ديا فحسب بل يرى الخطر الجاثم على تراث الانسانية فى هذا البلد الذى تضرب حضارته آلاف السنين فى بطن التاريخ .و كأن هذا السد المشئوم لا يقضى على الماديات فقط ولكنه يضيف الى سيئاته القضاء على المعنويات والبيئة والآثار . وإنى لأرجعك كذلك الى مقال نشرته جريدة الأهرام يوم السبت 6 أغسطس عن أضرار هذا السد المريع فارجع اليه إن شئت تضف الى معلوماتك شيئا جديدا . وإن كان الشر ليس فيه من جديد .
وليس هذا الجيل وحده الذى سيقيم هذا التقييم الأتم الأخير ولكنها الأجيال المسكينة القادمة هى التى ستعانى من ويلات هذا السد الشرير .
وستبدى الأيام فى المستقبل مالا يزال خافيا على أبناء هذا الجيل من الوثائق التى ما يزالون يحاولون إخفاءها عن الشعب الذى أبتلى بحكم هؤلاء الناس فى غفلة من الزمان .
أيها الشباب الذى لم يساهم فى هذا الايذاء البليغ بالوطن : هذا تصرف من تصرفات عبد الناصر وحكمه فاحذرهم أن يفتنوك عن الحقائق المرة والأهوال المريعة التى نكب جمال عبد الناصر بها هذا البلد واعلم أنه لم يمر بمصر فى كل تاريخها ما ألم بها على عهد جمال عبد الناصر . فاعتصم بدينك وتمسك بعقيدتك ورب نفسك وأولادك على أن يكونوا رجالا مؤمنين حتى لا تتعرض مصر والاسلام لمثل ما تعرضنا له من جمال عبد الناصر وحكمه .
وحسبنا الله ونعم الوكيل
السلام عليكم ورحمة الله
يعطي هذا العنوان أمرين : السلام تحية الله تعالى ، وأنه التحية المختارة للمسلمين .