بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
( سَلامٌ عَلى نُوحٍ في العالَمينَ ) ـ الصافات : 79 .
( سَلامٌ عَلى إبْراهيمَ ) .الصافات : 109
( سَلامٌ عَلى مُوسى وَهرُونَ ) . الصافات : 120
( سَلامٌ عَلى ءالِ ياسِينَ ) . الصافات : 130
( وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ ) الصافات : 181 .
( يا نُوحُ اهْبِط بِسَلامٍ مِنْا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ) هـود : 48 .
( وَقُلِ الحَمدُ للهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذينَ اصْطَفى ) النـمل : 59 .
( وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِأياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) الأنعام : 54 .
( إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً ) الذاريات : 25 .
( وَالْمَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ * سَلامٌ عَلَيكُمْ ) الرعد : 23 ـ 24 .
فسند تحية المسلمين في العالم أجمع بالسلام هو القرآن الكريم ، وهو دستور لأهل العالم كلهم ، ولو لم يكن في الإسلام إلا السلام لكان من الأحرى أن يعتنقوه لو عقلوه ، وهل يعقله إلا من خرج عن أسر الهوى ، وتحرر من رقّ الشيطان ، وعشق السلام والإسلام لا يدعو إلا إليه ، وأن يدخل الناس في السِلم كافة ، وينبذوا الحروب ، وليس السلام إلا لسلامة الجميع . وإن الإسلام من التسليم كما سبق به الحديث العلوي . ومبدأ الكل من السلام وهو اسم الله تعالى ، ومن ثم صار هذا شعاراً لازماً عند تفسير السلام في اللغة نقلاً من أصول الكافي 2 | 45 .
المجادلة : 8 فأنزل الله ( وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله )
. الواقعة : 26 . أي قولاً
لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح ؛ عطس ، فقال : الحمد لله ، فحمد الله بإذنه ، فقال له ربه : يرحمك الله يا آدم ! اذهب إلى أولئك الملائكة - إلى ملإ منهم جلوس - ، فقل : السلام عليكم ، فقال : السلام عليكم ، قالوا : عليك السلام ورحمة الله ، ثم رجع إلى ربه ، فقال : إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم ، فقال له الله - ويداه مقبوضتان - : اختر أيتهما شئت ، فقال : اخترت يمين ربي - وكلتا يدي ربي يمين مباركة - ؛ ثم بسطها ؛ فإذا فيها آدم وذريته ، فقال : أي رب ! ما هؤلاء ؟ ! قال : هؤلاء ذريتك ؛ فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه ، فإذا فيهم رجل أضوأهم ، - أو من أضوإهم - ، قال : يا رب ! من هذا ؟ ! قال : هذا ابنك داود ، وقد كتبت عمره أربعين سنة ، قال : يا رب ! زد في عمره ، قال : ذلك الذي كتبت له ، قال : أي رب ! فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة ، قال : أنت وذاك ، قال : ثم سكن الجنة ما شاء الله ، ثم هبط منها ، وكان آدم يعد لنفسه ، فأتاه ملك الموت ، فقال له آدم : قد عجلت ، قد كتب لي ألف سنة ! قال : بلى ، ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة ، فجحد فجحدت ذريته ، ونسي فنسيت ذريته ؛ قال : فمن يومئذ ؛ أمر بالكتاب والشهود الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4585 خلاصة حكم المحدث: صحيح »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
السلام تحية الله التي اختارها للمسلمين
يعطي هذا العنوان أمرين : السلام تحية الله تعالى ، وأنه التحية المختارة للمسلمين .
أما الأمر الأول : فيدل عليه عدد من آي القرآن الكريم ، تنص على سلام الله عز وجل على الأنبياء المرسلين تارة بلفظ الجمع ، وأخرى تنوه بأسماء جمع منهم عليهم السلام ، يأتي من ذكر النوعين قريباً .
وأما الأمر الثاني : فيستفاد من نفس الآي الآتي ذكرها ، ومن أمره تعالى نبيه بالتحميد والتسليم على عباد الله المصطفين ، وعلى المؤمنين إذا جاؤوه قبل كل شيءٍ ، ومن فعل الملائكة المصرح بهم في القرآن الكريم والحديث ، وهو من مظاهر الحب والتواصل بين جميع الخلائق وكيف لا والسلام متعارف للكل ومتفق عليه من البشر ، وإن اختلف شكل التعارف فيما بينهم كما يأتي بيانه ، وإليك من الوحي النازل في موضوع السلام على عدد من الرُّسل المصرحة بأسمائهم وأفرادهم ، أو بلفظ الجمع ، أو جاء الأمر بتسليم البعض على البعض ، أو في قصص أقوام سابقين ، وأمم الأنبياء عليهم السلام الذين قد جاء ذكرهم في القرآن ، أو ما قالته الملائكة عند نزولهم على الأنبياء ، أو دخولهم على أهل الجنة ، أو غيرها مما هو في الكتاب العزيز يتلى صباحاً ومساءً :
أما الأمر الأول : فيدل عليه عدد من آي القرآن الكريم ، تنص على سلام الله عز وجل على الأنبياء المرسلين تارة بلفظ الجمع ، وأخرى تنوه بأسماء جمع منهم عليهم السلام ، يأتي من ذكر النوعين قريباً .
وأما الأمر الثاني : فيستفاد من نفس الآي الآتي ذكرها ، ومن أمره تعالى نبيه بالتحميد والتسليم على عباد الله المصطفين ، وعلى المؤمنين إذا جاؤوه قبل كل شيءٍ ، ومن فعل الملائكة المصرح بهم في القرآن الكريم والحديث ، وهو من مظاهر الحب والتواصل بين جميع الخلائق وكيف لا والسلام متعارف للكل ومتفق عليه من البشر ، وإن اختلف شكل التعارف فيما بينهم كما يأتي بيانه ، وإليك من الوحي النازل في موضوع السلام على عدد من الرُّسل المصرحة بأسمائهم وأفرادهم ، أو بلفظ الجمع ، أو جاء الأمر بتسليم البعض على البعض ، أو في قصص أقوام سابقين ، وأمم الأنبياء عليهم السلام الذين قد جاء ذكرهم في القرآن ، أو ما قالته الملائكة عند نزولهم على الأنبياء ، أو دخولهم على أهل الجنة ، أو غيرها مما هو في الكتاب العزيز يتلى صباحاً ومساءً :
( سَلامٌ عَلى نُوحٍ في العالَمينَ ) ـ الصافات : 79 .
( سَلامٌ عَلى إبْراهيمَ ) .الصافات : 109
( سَلامٌ عَلى مُوسى وَهرُونَ ) . الصافات : 120
( سَلامٌ عَلى ءالِ ياسِينَ ) . الصافات : 130
( وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ ) الصافات : 181 .
( يا نُوحُ اهْبِط بِسَلامٍ مِنْا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ) هـود : 48 .
( وَقُلِ الحَمدُ للهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذينَ اصْطَفى ) النـمل : 59 .
( وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِأياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) الأنعام : 54 .
( إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً ) الذاريات : 25 .
( وَالْمَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ * سَلامٌ عَلَيكُمْ ) الرعد : 23 ـ 24 .
فسند تحية المسلمين في العالم أجمع بالسلام هو القرآن الكريم ، وهو دستور لأهل العالم كلهم ، ولو لم يكن في الإسلام إلا السلام لكان من الأحرى أن يعتنقوه لو عقلوه ، وهل يعقله إلا من خرج عن أسر الهوى ، وتحرر من رقّ الشيطان ، وعشق السلام والإسلام لا يدعو إلا إليه ، وأن يدخل الناس في السِلم كافة ، وينبذوا الحروب ، وليس السلام إلا لسلامة الجميع . وإن الإسلام من التسليم كما سبق به الحديث العلوي . ومبدأ الكل من السلام وهو اسم الله تعالى ، ومن ثم صار هذا شعاراً لازماً عند تفسير السلام في اللغة نقلاً من أصول الكافي 2 | 45 .
للمسلمين ، يتعاهدونه عند كل تلاقٍ وفراقٍ ، حتى لا تفارقهم السلامة في أبدانهم ، ومعاشهم ، بل ومعادهم يوم الحشر الأكبرفي كلام الصدوق وغيره ، وحول الأسماء الحسنى السلام ، وحتى يدخلوا دار السلام ـ وقوله عز وجل : ( لهم دار السلام ) وهي الجنة ، ولا يدرك حقيقة هذا القول إلا من ذاق طعم العافية ، وأحبها لإخوانه ، وكل ولد آدم عليه السلام فهلم نستمع الحديث :
« كان أصحاب رسول الله صلى عليه وآله ، إذا أتوه يقولون له : أنعم صباحاً ، وأنعم مساءً ، وهي تحية أهل الجاهلية
كنا في الجاهلية نقول أنعم الله بك عينا وأنعم صباحا فلما كان الإسلام نهينا عن ذلك
الراوي: عمران بن الحصين المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4/317
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة
المجادلة : 8 فأنزل الله ( وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله )
، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : قد أبدلنا الله بخير من ذلك ، تحية أهل الجنة السلام عليكم
تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي 2 | 355 ، البحار 76 | 6 . إشارة إلى قوله تعالى : ( إلا قيلاً سلاماً سلاماُ )
( وتحيتهم فيها سلام ) ـ يونس : 10 . ، والجنة طيبة ، وأهلها طيبون وكل ما فيها طيب ، والسلام تحية من عند الله مباركة طيبة ، اختارها للطيبين المسلمين حقاً ، والسلام من أطيب أقوالهم ـ أقوال أهل الجنة ـ لا يقولون ولا يسمعون فيها إلا سلاماً ، وأهل السلام اليوم أهل السلام غداً في الجنة .
والصادقي : « السلام تحية لملتنا ، وأمان لذمتنا » البحار 76 | 12 ، هو نبوي أيضاً جاء في مجمع الأمثال للميداني 2 | 450 ، وكتاب أمثال الحديث 325 .
الأمـــــر بإفشـــــــــاء الســـــــــلام: قال الله تعالى :
{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [النور: 61].
{وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً }النساء86
{وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً }النساء86
وحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم :-
السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم، فردوا عليه ؛ كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4846
خلاصة حكم المحدث: حسن
وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ». قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَــــــــــالَ : «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فشمته، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ» [رواه البخاري ومسلم].خلاصة حكم المحدث: حسن
قال السيد الطباطبائي : الأمم والأقوام على اختلافهم في الحضارة ، والتوحش ، والتقدم ، والتأخر لا تخلو في مجتمعاتهم من تحية يتعارفونها عند الملافاة الملاقاة البعض البعض ، على أقسامها وأنواعها ، من الإشارة بالرأس ، واليد ، ورفع القلانس وغير ذلك ، وهي مختلفة باختلاف العوامل المختلفة العاملة في مجتمعاتهم .
أول ما يحتاج إليه الأجتماع التعاوني بين الأفراد هو أن يأمن بعضهم بعضاً ، في نفسه ، وعرضه ، وماله ، وكل أمر يؤول إلى أحد هذه الثلاثة .
هذا هو السلام الذي سنّ الله تعالى إلقاءه عند كل تلاق من متلاقيين ، قال تعالى : ( فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة ) [ النور : 61 ] ، وقال تعالى : ( يا أَيُّها الَّذينَ ءامَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرُ بُيُوتِكُمْ حَتّى تَستَأْنِسُوا وتُسَلِّمُوا عَلى أَهلِها ذلِكُم خَيْرٌ لَكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ ) [ النور : 27 ] . وقد أدب الله رسوله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بالتسليم للمؤمنين وهو سيدهم فقال : ( وإذاجاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ) [ الأنعام : 54 ] ، وأمره بالتسليم لغيرهم في قوله : ( فاصفح عنهم وقل سلام فسوف تعلمون ) [ الزخرف : 89 ] (1) .
يريد طاب ثراه :
أن السلام الإسلامي يحصر الخضوع لله تعالى ؛ لأنه كما تقدم اسم من أسمائه عز وجل ، وملازمة المسلمين له عند كل مواجهة توجيه قهري إلى صاحب الاسم وهو الله تعالى فينحصر الخضوع له دون غيره تعالى :
ولعل السر في الاهتمام به هو هذا المعنى ، أو الاندفاع به إلى شرع الحب ، وإظهار ما انطوى عليه صاحبه من الوفاء والولاء ؛ وذلك من أقوى وسائل المحبة ، والأخوة الإسلامية
المراد بالأولوية القرب إليهما ، نظير ما جاء في آية ( إنَ أولى الناس بإبراهيم للذين أتّبعوه وهذا النبيّ والّذين ءامنوا )
آل عمران : 68 .
فالله المعلم الأول ، ثم الرسول كما جاء في آية ( علّم الإنسان ما لم يعلم ) 2 ـ العلق : 4 ـ 5 .
وهو بيان شروط الأولوية بالله وبالرسول ، وأن الابتداء بالسلام من تلك الشروط ، وأنه لزام على الداعي إلى الله والرسول كما كان ، صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) (1) .
وإنما كان البادئ بالسلام أطوع لله تعالى ؛حيث أخذ بما قد سنّه الله ورسوله له ، كما أن البادئ به قد برئ من الكبر ، إذ كابر نفسه في إخضاعها لذلك ، وأنه قد ذهب بدهشتها به في دخوله في كل شيءٍ . وحذف المتعلق ، أي متعلق الدخول في الحديث ، ذاهب بنفس السامع إلى كل مذهب ممكن .
وعليه فالسلام محبوب للجميع على كل حال : ومنها دخول البيت ولو لم يكن فيه إنسان يسلم عليه ، فإن ملائكة الله عز وجل موجودون في كل مكان ، لأن له أهلاً ومنهم الموكلون الحافظون له من أمر الله خاصة ، ملك الرقيب والعتيد الموكل لكتابة أعماله : ( وإن عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون ) الانفطار : 10 ـ 12 . و ( بلى ورسلنا لديهم يكتبون ) الزخرف : 80 و ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ق : 18 .
أنت إذا تأملت هذه التحيات الدائرة بين الأمم على اختلافها وعلى اختلافهم ، وجدتها حاكية مشيرة إلى نوع من الخضوع ، والهوان ، والتذلل ، يُبديه الداني للعالي ، والوضيع للشريف ، والمطيع لمطاعه ، والعبد لمولاه ، وبالجملة تكشف عن رسم الاستعباد الذي لم يزل رائجاً بين الأمم في أعصار الهمجية فما دونها ، وإن اختلفت ألوانه ، ولذلك ما نرى أن هذه التحية تبدأ من المطيع وتنتهي إلى المطاع ، وتشرع من الداني الوضيع وتختتم في العالي الشريف ، فهي من ثمرات الوثنّية التي ترتضع من ثدي الاستعباد .
والإسلام ـ كما تعلم ـ أكبر همه إمحاء الوثنية وكل رسم من الرسوم ينتهي إليها ، ويتولد منها ، ولذلك أخذ لهذا الشأن طريقة سوية ، وسنة مقابلة لسنة الوثنية ، ورسم الاستعباد ، وهو إلقاء السلام الذي هو ينحو أمن المسلم عليه من التعدي عليه (2) ، ودحض حريته الفطرية الإنسانية الموهوبة له ؛ فإن
والإسلام ـ كما تعلم ـ أكبر همه إمحاء الوثنية وكل رسم من الرسوم ينتهي إليها ، ويتولد منها ، ولذلك أخذ لهذا الشأن طريقة سوية ، وسنة مقابلة لسنة الوثنية ، ورسم الاستعباد ، وهو إلقاء السلام الذي هو ينحو أمن المسلم عليه من التعدي عليه (2) ، ودحض حريته الفطرية الإنسانية الموهوبة له ؛ فإن
أول ما يحتاج إليه الأجتماع التعاوني بين الأفراد هو أن يأمن بعضهم بعضاً ، في نفسه ، وعرضه ، وماله ، وكل أمر يؤول إلى أحد هذه الثلاثة .
هذا هو السلام الذي سنّ الله تعالى إلقاءه عند كل تلاق من متلاقيين ، قال تعالى : ( فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة ) [ النور : 61 ] ، وقال تعالى : ( يا أَيُّها الَّذينَ ءامَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرُ بُيُوتِكُمْ حَتّى تَستَأْنِسُوا وتُسَلِّمُوا عَلى أَهلِها ذلِكُم خَيْرٌ لَكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ ) [ النور : 27 ] . وقد أدب الله رسوله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بالتسليم للمؤمنين وهو سيدهم فقال : ( وإذاجاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ) [ الأنعام : 54 ] ، وأمره بالتسليم لغيرهم في قوله : ( فاصفح عنهم وقل سلام فسوف تعلمون ) [ الزخرف : 89 ] (1) .
يريد طاب ثراه :
أن السلام الإسلامي يحصر الخضوع لله تعالى ؛ لأنه كما تقدم اسم من أسمائه عز وجل ، وملازمة المسلمين له عند كل مواجهة توجيه قهري إلى صاحب الاسم وهو الله تعالى فينحصر الخضوع له دون غيره تعالى :
ولعل السر في الاهتمام به هو هذا المعنى ، أو الاندفاع به إلى شرع الحب ، وإظهار ما انطوى عليه صاحبه من الوفاء والولاء ؛ وذلك من أقوى وسائل المحبة ، والأخوة الإسلامية
ومن مواطن البر ، وقد جاء المثل : « تباروا فإن البر ينمي العدد » كما في الفاخر 264 . ويستدعي عليه شكراً موجباً للزيادة ( لئن شكرتم لازيدنكم ) إبراهيم : 7
ومن معاني السلام : أنه دعاء لسلامة صاحبه ، أو كما قيل من الوجوه السلامية له : أن ، معنى ( السلام عليكم ) أي اسم الله عليكم كالظلة تخيم على رؤوسكم ، ويراد بذلك حفظكم ـ وإن من أثر الاسم الأخذ بلفظه كاسم الغني للغنى ، واسم القادر للاقتدار ، والعزيز للعزة وهكذا باقي الأسماء الحسنى .
ومن معاني السلام : أنه دعاء لسلامة صاحبه ، أو كما قيل من الوجوه السلامية له : أن ، معنى ( السلام عليكم ) أي اسم الله عليكم كالظلة تخيم على رؤوسكم ، ويراد بذلك حفظكم ـ وإن من أثر الاسم الأخذ بلفظه كاسم الغني للغنى ، واسم القادر للاقتدار ، والعزيز للعزة وهكذا باقي الأسماء الحسنى .
الابـتـداء بـالسـلام
لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 54
خلاصة حكم المحدث: صحيح
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أن الأغر ( وهو رجل من مزينة وكانت له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم ) كانت له أوسق من تمر على رجل من بني عمرو بن عوف ، اختلف إليه مرارا ، قال : فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسل معي أبا بكر الصديق ، قال : فكل من لقينا سلموا علينا ، فقال أبو بكر : ألا ترى الناس يبدأونك بالسلامفيكون لهم الأجر ، قال : فكل من لقينا سلموا علينا ، فقال أبو بكر : ألا ترى الناس يبدأونك بالسلام فيكون لهم الأجر ؟ ابدأهم بالسلام يكن لك الأجر
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 755
خلاصة حكم المحدث: حسن
خلاصة حكم المحدث: حسن
لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان : فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلامالراوي: أبو أيوب الأنصاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6077خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام . فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقهالراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2167خلاصة حكم المحدث: صحيح
أعجز الناس من عجز بالدعاء ، وأبخل الناس من بخل بالسلام
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن مفلح - المصدر: الآداب الشرعية - الصفحة أو الرقم:2/262
خلاصة حكم المحدث: حسن
خلاصة حكم المحدث: حسن
إن أولى الناس بالله من بدأ بالسلام
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4/314
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]
آل عمران : 68 .
فالله المعلم الأول ، ثم الرسول كما جاء في آية ( علّم الإنسان ما لم يعلم ) 2 ـ العلق : 4 ـ 5 .
وهو بيان شروط الأولوية بالله وبالرسول ، وأن الابتداء بالسلام من تلك الشروط ، وأنه لزام على الداعي إلى الله والرسول كما كان ، صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) (1) .
وإنما كان البادئ بالسلام أطوع لله تعالى ؛حيث أخذ بما قد سنّه الله ورسوله له ، كما أن البادئ به قد برئ من الكبر ، إذ كابر نفسه في إخضاعها لذلك ، وأنه قد ذهب بدهشتها به في دخوله في كل شيءٍ . وحذف المتعلق ، أي متعلق الدخول في الحديث ، ذاهب بنفس السامع إلى كل مذهب ممكن .
وعليه فالسلام محبوب للجميع على كل حال : ومنها دخول البيت ولو لم يكن فيه إنسان يسلم عليه ، فإن ملائكة الله عز وجل موجودون في كل مكان ، لأن له أهلاً ومنهم الموكلون الحافظون له من أمر الله خاصة ، ملك الرقيب والعتيد الموكل لكتابة أعماله : ( وإن عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون ) الانفطار : 10 ـ 12 . و ( بلى ورسلنا لديهم يكتبون ) الزخرف : 80 و ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ق : 18 .
وهو المقرب بمقتضى قوله عز وجل : ( والسّبِقُونَ السّبِقُون * أُولئِكَ المُقَرَّبون ) 4 ـ الواقعة : 10 ، 11 . ( فَاسْتَبِقُوا الخَيراتِ ) البقرة : 148 .
إن الله تعالى بعثني لتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الأفعال
الراوي: جابر المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5/265
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته